النظام الحراري الشمسي
اولا - مدخل الى علم
الطاقة
1 - تمهيد :
يحتاج الانسان الى الطاقة بشتى انواعها و اشكالها , فهي تساعده على
الاستمرار في الحياة, لمواجهة التغيرات المناخية , في تحضير و طهي طعامه و اغذيته و في صناعة و اعداد الادوية ,
كما انها تساعده على الحركة والتنقل و في الصناعات و في اعماله الزراعية وفي كافة
المرافق الخدمية و الانتاجية , فهي عونه في السلم و الحرب و في شتى مجالات الحياة
.
يتسارع معدل الاستهلاك للطاقة مع تقدم الانسان و تزداد حاجته الى
مصادر جديدة للطاقة . للطاقة عدة مصادر , منها ما هو من مصدر طبيعي , كالطاقة
الشمسية , طاقة الرياح , مساقط المياه, طاقة الرياح , حرارة باطن الارض و الينابيع
الجوفية الحارة و الطاقة الاحفورية ( النفط , الغاز الطبيعي و الفحم الحجري ) و
غيرها . وهنالك مصادر للطاقة الصناعية , اي انها من عمل و صنع الانسان, مثل الطاقة
الكهربائية و الطاقة النووية و الطاقة الحركية و الطاقة المتولدة من التفاعلات
الكيماوية . كما ان مصادر الطاقة منها ما هو مستنفذ , لان لها مخزونا محددا (
الطاقة الاحفورية و الطاقة النووية ) و بعضها متجدد لا ينفذ , كالطاقة الشمسية و
الطاقة الجوفية و طاقة الرياح و طاقة تساقط المياه و طاقة امواج البحر و المد و
الجزر و الكتلة الحيوية ( المكونات العضوية ) .
بعض انواع الطاقة المنتجة (من المصادر الطبيعية او المصادرالصناعية
)ضارة بصحة الانسان و بسلامة البيئة , تؤثر على التنوع و الوجود الحيوي في الهواء
و الماء و في تقلبات الطقس و المناخ و في طبقات الجو العليا. بما تطلقه من غازات و
مواد كيماوية تعمل بما يطلق عليه الاحتباس الحراري من اثر الغازات التي تحبس
الحرارة داخل الغلاف الجوي , بما تفعله من توازن في طبقة الاوزون التي تقي الكرة
الارضية من الاشعاعات الفوق بنفسجية , مما يؤثر على سلامة الكائنات الحية و منها
الانسان تحديدا.
ان الاحتباس الحراري , ادى الى ارتفاع درجات الحرارة , مما سبب ذوبان
كتل هائلة من جليد القطبين المتجمدين , الشمالي و الجنوب . فازداد معدل ارتفاع
مستوى مياه البحار و المحيطات , فغمر مناطق ساحلية عديدة محاذية للشواطيء , كما حصل في بنغلاديش ,
التي تنخفض اراضيها عن مستوى سطح البحر , كما اختفت عدد من الجزر في مناطق متعددة
. فعمدت دول الاتحاد الاوروبي , الى فرض ضريبة ثاني اكسيد الكربون, على المصانع
التي تنبعث منها كميات من هذا الغاز فوق معدل معين . كل هذا بسبب حرق المخلفات
العضوية الكربونية . من قبل المصانع و وسائل النقل التي تستخدم البترول و الفحم
الحجري و الغاز الطبيعي . ان الوقود الاحفوري , مصيره الى الزوال , فهو محدود
المصادر, و محدود الكميات و قابل للنضوب خلال قرن او قرنين من الزمان , مع ان
هنالك اكتشافات للوقود الاحفوري في مناطق جديدة , و تطورا ملحوظا في وسائل اكتشافه
و استخراجه , لكن ذلك كله , يؤكد ضرورة البحث عن بدائل نظيفة و متجددة و غير قابلة
للنضوب .
ما يواجهه العالم اليوم , من ازدياد في الطلب على الطاقة , بسبب
التوسع في الانتاج , و دخول دول الى عصر الصناعات و انتشار هائل في عدد وسائل
النقل و المواصلات و النمو السكاني و توسع العمران و ارتفاع تكاليف انتاج الطاقة .
و ما تسببه من اضرار على البيئة , فانه من الضرورة البحث عن طاقة نظيفة متجددة و
باقل كلفة .
ان الشمس هي المصدر الرءيسي لكل الطاقة الموجودة على الارض و التي
عرفها الانسان , فهي مصدر نمو النباتات بما تمدها به من ضوء لاتمام عملية التمثيل
الضوئي الضرورية لتغذية النبات و نموه . هذا النبات هو مصدر مؤكد للطاقة الاحفورية
, الذي تراكم في طبقات الارض متحولا بسبب الحرارة و الضغط الى تلك الصورة . و حركة الرياح و الامواج و المد و الجزر ,
انما هي اشكال اخرى من الطاقة الشمسية المتحولة , فالطاقة لا تفنى و لا تستدث ,
لكنها تتحول من طاقة الى اخرى . و هذا هو من اهم مباديء و قوانين الطاقة .
علينا ان نتوجه الى الطاقة الشمسية , هذه الطاقة التي لا تنضب ,
فشمسنا لا زالت نجمل فتيا ناشطا ملتهبا , تبث طاقتها الى مجموعتنا الشمسية و يصل
الينا في الدقيقة الواحدة ما يكفينا لسنة كاملة . علينا استغلال تلك الطاقة التي
تضيع هدرا , لانها نظيفة , لا تلوث البيئة و لا تترك مخلفات و لا تضر بالمجال
الحيوي . و هي طاقة رخيصة نسبيا , بعد افناء كلفة النفقات الانشائية او التاسيسية
, و لا تحتاج الى صيانة عالية التكلفة كغيرها من منتجات الطاقة , و لا تحتاج الى
وقود من نوع خاص , لانها هي وقود بذاتها , مانحة للحرارة المطلوبة . فقد تمكنت بعض
التجهيزات من الوصول الى درجات عالية من تجميع و تركيز الاشعة الشمسية تكفي لصهر
المعادن .فلقد عرف السابقون ( الاغريق ) كيف يركزون الاشعة الشمسية بواسطة المرايا
و استعملوها لاشعال النيران . حتى ذهبت الاساطير انهم تمكنوا من حرق سفن اعدائهم
بتلك المرايا المقعرة , عندما ركزوا اشعتهم على اشرعة سفن اعدائهم . ان المنطقة
العربية تنعم باشعة الشمس الساطعة في معظم ايام السنة , هذه الاشعة الشمسية هي
مصدر ثري آخر رديف للثروة البترولية . اذ باستطاعة الدول العربية انتاج طاقة
كهربائية من الاشعة الشمسية تكفي معظم ما يحتاجه العالم , و تصدر هذا الكم الهائل
الى الدول المجاورة في خطوط امداد منتظمة . و هذا ما تعمد اليه دول اوروبا بعمل
مشاريع مشتركة للطاقة في كل من المغرب و تونس و الجزائر . و قد تبهت دولة الامارات
العربية الى تلك الثروة من الطاقة البديلة
و النظيفة , فعملت على استغلالها و الاستفادة منها في مدينة ( مصدر) التي تسعى
دولة الامارات الى ان تكون هذه المدينة انموذجا اخضرا خاليا من الملوثات باعتماد
تلك الطاقة البديلة عوضا عن طاقة النفط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق